عبد الهادي احميمو ** في وضع مشحون بالقسوة والقساة، مليء بالضنى والقهر والنهب، يتسيّد الجشع المعلن بلا خجل ولا خوف ولا استحياء، وللأسف من تحت قبة جماعة أسفي تخرج أحياناً كثيرة قوانين تحمي ذلك، وإلا كيف تنهب الحقوق في وضح النهار وبلا مساءلة للفاسدين، فيما المطلوب من منتخبي المواطن الوقوف إلى جانبه والنظر في أحواله المعيشية؟.
لقد كان المنتخبون يتسابقون في إظهار “حبهم” للمواطن أثناء خطبهم في خيام الانتخابات، واليوم لسان حال بعضهم يقول بعد الفوز: (أنا يهمني نفسي و الراتب.. لا يهمني شيء)، (غيري ليس أحسن مني) وبالفعل لا يفعل ما كان قد قاله في حملته الانتخابية.
لتأخذوا ما ترغبون فيه لا مشكلة، لكن تحدّثوا دفاعاً عن حقوق الناس كما استبسلتم في خطاباتكم أثناء الحملة الدعائية في الانتخابات ، لتكن شعاراتكم صادقة، عندما استعرضتم للدفاع عن مطالب المواطن الأسفي المقهور من أجل السكن والبطالة والصحة والتعليم و النقل وووووو، ألا تريدون للمواطن أن يتعلم وبتثقف ليرتقي بحاضرة المحيط وحرصه للعيش في بيئة صحية نظيفة ؟ ألا تريدون وطناً متحضراً؟
نحن اليوم نسبح في بحيرة من الفساد وذلك بسبب حب الذات والأنانية وسلوك جمع المصلحة الشخصية على المصلحة العامة بطرق غير مشروعة من أناس لا يمسهم القانون، ولا يصلون حتى المحاكم على عكس الفقير المعوز حين يسرق تتم سرعة البت في الحكم عليه.
بالأمس كانت أمور النهب من تحت الطاولة بسبب التحالف ، وكل جهة تتهم الأخرى أما اليوم كل شيء واضح حيث جهات الصراع أصبحت معروفة، فأين المنتخبون وشعاراتهم ، إلا قلة منهم، من ذلك؟، ولماذا لا نسمع أن المستشار الفلاني أو النائب الفولاني يتكلم عن المصلحة العامة ولا سكات أحسن ؟، فالديمقراطية يجب ألا تكون عملية شكلية، تصاغ نصوصها ليلاً وتسرد في الصباح، الديمقراطية ممارسة ، أفعال لا أقوال فقط.
أيّها المنتخبون ، أنتم لستم أطباء ولا مهندسين، لستم عمالاً في مصانع، لقد صوت عليكم وخوّلكم بأن تكونوا عوناً له، لا فرعوناً عليه، خوّلكم بأن تكونو نوّاباً عنه لا نوّاباً لأحد غيره، وقد انتخبكم لترعوا مصالحه، وتحافظوا على حقوقه ومكتسباته ولا تكونوا طرفاً مع من يلتوي على القانون.