في هذا السياق، أطلقت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والمديرية الإقليمية للصحة، بتعاون مع جمعية أطباء الصحة العمومية، حملة لتلقيح الأطفال، إلى جانب تنظيم حصص توعوية خاصة بداء الحصبة (بوحمرون)، بمجموعة من المراكز الصحية بالوسطين القروي والحضري.
بالمركز الصحي الدرادب بمدينة طنجة، توافد العشرات من الأمهات والأطفال مرفوقين بأبنائهم لمواصلة أخذ جرعات التلقيح الملائمة، تماشيا مع البرنامج الوطني للتلقيح، كما يستفيد الآباء من حصص توعوية تشرف عليها الأطر الصحية من أجل التحسيس بمخاطر الأمراض المعدية، وكيفية الوقاية منها، وبشكل خاص عبر الاستفادة من التلقيح ضمن الآجال المحددة.
في هذا السياق، أبرز الدكتور سمير القطراني، الطبيب الرئيسي للمركز الصحي الدرادب، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه المبادرة تتماشى والجهود المبذولة في إطار تخليد اليوم العالمي للصحة والأسبوع الوطني للتلقيح، حيث ينظم المركز الصحي بتعاون مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، حملة تحسيسية للتلقيح ، تحت شعار “أطفالنا كنبغيوهم .. بالتلقيح كنحميوهم”.
وشدد الطبيب على أن التلقيح يساهم في الحماية الفردية والجماعية ضد الأمراض الخطيرة، داعيا الآباء وأولياء الأمور إلى “ضرورة إعطاء الأطفال جميع الجرعات اللازمة، وفي الوقت المناسب والمحدد وفق الجدول الوطني للتلقيح”.
وشدد هذا الطبيب، الذي راكم خبرة تفوق 20 سنة من العمل الصحي للقرب، أن “التلقيح يعتبر وسيلة فعالة لحماية أنفسنا ومجتمعاتنا ضد الأمراض المعدية والخطيرة، بما في ذلك بعض أنواع السرطانات، كسرطان عنق الرحم”.
في السياق نفسه، أشار إسماعيل المتوكل، رئيس قسم العمل الاجتماعي بالنيابة بعمالة طنجة-أصيلة، إلى أن هذه الحملة تدخل في إطار تفعيل البرنامج الرابع للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، المتعلق بتنمية الرأسمال البشري للأجيال الصاعدة، ولاسيما المحور الأول صحة الأم والطفل.
وسجل المسؤول أن قسم العمل الاجتماعي بعمالة طنجة-أصيلة، في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وبتنسيق مع المديرية الإقليمية للصحة والحماية الاجتماعية وجمعية أطباء الصحة العمومية، يعمل منذ ما يزيد عن 3 سنوات على تنظيم مجموعة من الحملات التحسيسية، والتي تخص أساسا صحة الأم والطفل.
وقال “كنا نركز في السنوات الماضية على الوسط القروي، حيث تم تنظيم ما يزيد عن 24 حملة تحسيسية في إطار صحة الأم والطفل، لكن خلال العام الجاري نركز على الوسط الحضري”، مضيفا أنها “الحملة الأولى لهذه السنة ، وهي تندرج في إطار اليوم العالمي للصحة والأسبوع الوطني للتلقيح”.
وأضاف السيد المتوكل أن الحملة “مناسبة لتوعية الناس بأهمية التلقيح ضد مختلف الأمراض، وبشكل خاص ضد داء الحصبة”، مضيفا أنها تشكل أيضا فرصة للطاقم الطبي لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية ولجمعية أطباء الصحة العمومية الشريكة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية لشرح وتوضيح همية عملية التلقيح بالنسبة للأطفال في الوقاية من الأمراض.
وأكد عدد من الآباء والأمهات، في تصريحات مماثلة، أن التلقيح هو درع يحمي الأطفال من مختلف الأمراض الخطيرة والمعدية، لاسيما الالتهابات الكبدية وشلل الأطفال وبوحمرون.
يذكر أن المركز الصحي الدرادب تم إنجازه وتجهيزه في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، على غرار حوالي 20 مركزا آخر في الوسطين القروي والحضري لعمالة طنجة أصيلة.