يوما بعد يوم يتأكد الرهان الناجح للقارة الإفريقية على المغرب، ويتضح ذلك من خلال المشاريع المتعددة، المفتوحة بأكثر من جهة، وأكثر من مستوى، بمجالات بنيت وفق شراكات ناجحة، بمجالات الاقتصاد والاستثمار والمشاريع الاجتماعية، الهادفة إلى خدمة الإنسان الإفريقي بالدرجة الأولى…
وجاء المجال الرياضي، كتكملة لهذا الحضور المغربي الناجح، وخاصة كرة القدم الرياضة التي تحولت إلى خيار استراتيجي للدولة، وقوة ناعمة تساهم في إشعاع المغرب، وتقوية حضوره الدولي اللافت، مع ما يترتب عن ذلك من فوائد جمة…
فقد تحول المغرب في السنوات الأخيرة إلى ناطق رسمي باسم إفريقيا الصاعدة، الطامحة إلى التنمية والتكافؤ، والعدالة بمختلف المجالات، وتعتبر كرة القوم البوابة التي من خلالها يطمح إلى إسماع صوت القارة عاليا، وهذا يعد مؤشرا قويا على خذه المكانة المتميزة، أصبح يحظى بها المغرب بخريطة كرة القدم الإفريقية والعالمية…
وجاءت كل بلاغات الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، سواء بعهد أحمد أحمد، أو باتريس موتسيبي، لتؤكد على هذه المكانة الرائدة، والدور الذي يمكن أن يلعبه المغرب، على مستوى تطوير البنية التحتية، وكيفية تغيير صورة النمطية لكرة القدم الإفريقية، ولأجل ذلك تم تخصيص ميزانية تصل إلى مليار دولار أمريكي…
وكما أكد ذلك رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع خلال الخروج الإعلامي الأخير، والذي خص به قناة تلفزية مصرية، فإن هذه الميزانية المهمة، ستوضع تحت تصرف المسؤول المغربي، من أجل إنجاح هذا المشروع الطموح والهادف إلى ربح المستقبل، بكل ما يحمله من تحديات..
وفي نفس السياق جاء تصريح رئيس الاتحاد القاري موتسيبي الذي سبق له في العديد من المناسبات، أن أكد على أن (الكاف) بفريق العمل الجديد، تراهن بقوة على وجود لقجع، من أجل تطوير البنية التحتية والممارسة الكروية على الصعيد القاري، ليس فقط لأنه رئيس اللجنة المالية داخل أقوى جهاز رياضي بالقارة الإفريقية، ولكن أيضا لكونه واحد من القادة الأفارقة الكبار، وأحد ممثلي إفريقيا داخل المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي (فيفا).
مشروع طموح يسعى إليه الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، خلال السنوات القادمة، والإيجابي أن المغربي فوزي لقجع هو المشرف على تنفيذه وإخراجه لحيز الوجود، والأكثر من ذلك أن مضامين هذا المشروع، تتطابق مع المشاريع الضخمة التي أنجزها المغرب بالعديد من البلدان الإفريقية، وبمجالات حيوية مختلفة، ومن بينما المجال الرياضي.
فالعديد من الاتفاقيات التي وقعتها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، مع مجموعة من الاتحادات على الصعيد الإفريقي، همت على وجه الخصوص تحسين البنيات التحتية، من ملاعب وتجهيزات مختلفة، وما الملاعب التي احتضنت منافسات كأس أفريقيا للأمم بدورتي الكامرون وكوت ديفوار، إلا أمثلة حية على المشاريع المهمة التي ساهم المغرب بقوة في إنجازها، وآخر الاتفاقيات في هذا المجال، تلك التي وقعت مع موريتانيا، وتقضي ببناء ملعبين وتجهيزهما بالكامل.
وعليه، فإن رهان (الكاف) على المغرب، يعد رهانا موفقا انطلاقا من عدة تجارب ناجحة، وأدلة هذا النجاح واضحة إفريقيا من خلال المشاريع المنجزة بالعديد من البلدان الإفريقية، وأيضا التجهيزات المتطورة التي أصبح المغرب يتوفر عليها.
محمد الروحلي