تكفي إطلالة قصيرة هذه الأيام على برامج ونشرات وحوارات مختلف القنوات التلفزيونية الجزائرية، وأيضا عناوين معظم صحف البلد الجار، ليتأكد الحجم الغريب من السعار والهذيان المتفشيين هناك ضد المغرب.
ليس في الأمر أي شوفينية أو انحياز أعمى، ولكن، بصراحة، الصحافة المغربية تبتعد عن “زملائنا” بالجارة الشرقية بسنوات ضوئية في مستوى مناقشة وتحليل الوقائع السياسية أو الملفات الرياضية أو غيرها، وذلك على مستوى الخلفيات المعرفية وجودة التحليل، وخصوصا أناقة المعجم المستعمل.
أما جيراننا، فإن حجم الغل والنرفزة يبرز أن الإعلام لديهم يوجد في حالة حرب حقيقية ضد المغرب وكل ما هو مغربي، وهم لا ينشغلون، منذ مدة، سوى بالمملكة، والمزايدة على بعضهم البعض في التهجم عليها وشتمها ووصفها بأبشع النعوت صباحا ومساء وجهارا وعلانية.
من يشاهد بلاطوهات القنوات الجزائرية وبرامجها الحوارية في السياسة وفي الرياضة وفي سواهما، يستغرب لكل هذا الجهل المتطاير من الأفواه، ولكل هذه السفاهة والابتذال في الكلام.
واضح أن الكثيرين هناك يصرون على اقتراف الجنون والتزاحم على أعتاب المتحكمين في الإعلام والبلاد لتأكيد الطاعة، ولا يبالون بسقطاتهم المهنية والأخلاقية اليومية أمام شعبهم، وأمام العالم كله.
إنهم يبعثون على الشفقة حقا، ويستمتعون بمعانقة البؤس والتدني، ولا يبالون بما يتقيأونه من كذب على مدار الساعة، ويضيفون إليه” تخراج لعينين”، وبذاءة المعجم.
النظام العسكري الجزائري التائه والمتكلس نجح في قتل إعلامه المحلي وتدجينه وتكبيله، وحوله إلى منظومة بروباغاندا عتيقة جدا، وشاردة، وبلا أي حرص أخلاقي، ولو في الحدود الدنيا.
جينرالات هذا النظام الغريب جدا لم يعد لديهم أي شغل سوى استهداف المغرب وقضاياه ومصالحه، حتى بات العالم برمته يضحك من هذه العقدة المرضية، وصاروا يعيشون كما لو أنهم في حالة حرب حقيقية، ويقضون أيامهم ولياليهم يقترفون رقصة المجنون، خصوصا لما لا يبالي المغرب كله بمناوراتهم وسعارهم، وعندما يقابل تفاهتهم بمواصلة تنمية أقاليمه الجنوبية وتحقيق المكاسب الديبلوماسية والقانونية والميدانية بشأن ملف وحدته الترابية، وأيضا بمد يد التعاون، ووضوح النظر للمستقبل والمصالح المشتركة.
لا شك أن هناك عقلاء في الجزائر، ولا شك أن للبلد الجار نخبة واعية وعاقلة تقدر التاريخ المشترك بين الشعبين الجارين والمصير المشترك للبلدين، ولكن المجانين والتافهين يحكمون اليوم قبضتهم على البلد، ويواصلون خنقه، والنزول به الى الهاوية.
نحن هنا نأمل لأهلنا في الجزائر كل الخير، ومستقبلا أفضل، ونتمنى للإعلام الجزائري عاجل الشفاء من كل أمراضه الناتجة عن عقدة كراهية المغرب، والخروج من دوخة السفاهة.
هؤلاء نسوا كل القواعد، وصارت الإشاعات والأكاذيب وعبارات السباب لديهم تقنيات في العمل الصحفي، وارتضوا أن يبقوا ساقطين في نظر شعبهم وفي نظر العالم الذي يسخر منهم.
بئس الاختيار…
محتات الرقاص