هكذا تبدو هذه المنطقة التي لازالت مظاهر التمدن بعيدة عنها بعد السماء عن الأرض ،فبقدر ما يفتح لك سكانها الطيبون ذراعهم بقدر ما تصفعك مظاهر التهميش وسوء الاهتمام ، فعلى بعد أزيد من 12 كلم عن عاصمة عبدة حاضرة المحيط “أسفي” تتمركز جماعة اصعادلا كما تبين ذلك علامة التشوير المثبتة على بعد 2 كلم عن الطريق الرابطة بين أسفي في طريق دار القائد سي عيسى بهذه الجماعة بنايات ودكاكين…لا فرق فيها بين القديم والحديث وتبدو كأطلال مهجورة مند سينين، كل الأشياء هنا ترتدي لون القتامة وتخلق في النفس التقزز والملل و التي تشكل نقطة سوداء في ظل تعاقب مجالس منتخبة تفتقد إلى الحس الوطني من خلال تسيير الشأن المحلي للجماعة بطريقة جد متأخرة و يتضح ذلك من القضايا التي فشل المجلس في حلها و التي تشكل مركز و صلب إهتمامات المواطن العادي.
حزمة من المعانات ورزمة من الجراح : إطلاق إسم الجماعة على هذه البناية هو ضحك على الدوقون هكذا يقول أحد العارفين بخبايا المنطقة فهي بناية صغيرة مبنية بالاسمنت لبعض المصالح التي لا تعمل سوى مرة أو مرتين في الأسبوع ومنها من لا تعمل نهائيا والجماعة لا تتوفر على موارد مالية ولا أي شيء اللهم السوق الأسبوعي (الأربعاء) وبعض المحالات التجارية ومساكن بالمركز التي تكترى لأصحاب النفوذ بثمن زهيد جدا وحتى الإعانات المخصصة لها من الدولة يعبث بها المتحكمون في زمام الأمور واللذين يعرفون من أين تأكل الكتف، دواوير معزولة وسط قتامة أرض مغطاة بالحجارة وتبدو فيها الأشياء غريبة وكأنك رجعت بالتاريخ إلى الوراء حيث الحياة بدائية ولا شيء يربطها بهذا العصر سوى الكهرباء وشبكة الهاتف النقال المنتصبة فوق المرتفعات، حالة المنطقة تعاني من الفوضى والعشوائية والجهات المسؤولة تتعامل مع الجماعة بنوع من المحسوبية وتصفية الحسابات الإنتخابية. يقول مرافقي ” مند سنين ومنطقة جماعة اصعادلا تعاني من سوء التسيير وتبذير المال العام من طرف حكماء المجالس المنتخبة ” ويضيف” عالم عجائبي تختلط فيه كل الأشياء المتناقضة والقاسم المشترك هو التهميش واللامبالاة التي تطال الكل ” ويضيف مرافقي وهو العارف بخبايا أمور التسيير الجماعي بالمنطقة ” إن الجماعة تسير بطرق عتيقة وحكمائها لا يبحثون سوى عن مصالحهم والجماعة تسير من طرف المتحكمين وذوي النفوذ بالمنطقة اللذين لا هم لهم سوى التظاهر والتفاخر وتلميع صورتهم بدل تحريك عجلة التنمية بالمنطقة. “كل من حاورتهم في هذه المنطقة صبوا جم غضبهم على المجلس الجماعي والمحتكمين في الوضع به خصوصا وأن المنطقة تسير من سوء إلى أسوء في جل القطاعات، أما المخزن فلا زال ماسكا برقاب المواطنين دون أن يدري أن المغرب دخل عالم التغيير مند مدة.