بقلم أحمد أزوين **في الحديث الشريف، سُئل رسول الله ﷺ: من الغرباء؟ فأجاب قائلاً: “الذين يصلحون إذا فسد الناس”. هذه الكلمات تحمل في طياتها معنى عميقً يستوجب التأمل والتدبر. فالغرباء هنا ليسوا بأولئك الذين يفارقون أوطانهم ويعيشون في ديار غير ديارهم، بل هم نخبة من الناس تتميز بإصلاحها واستقامتها وسط فساد المجتمع وانحرافه.
يُعتبر هؤلاء الغرباء شموعًا تضيء في الظلمات، ينيرون الطريق للآخرين بأخلاقهم الفاضلة وأعمالهم الصالحة، إنهم أولئك الذين يتمسكون بالقيم والمبادئ السامية في زمن انتشرت فيه الفتن والمغريات، يسعون لإصلاح ما أفسده الآخرون، ويجتهدون في غرس الخير وإحياء الفضيلة في قلوب الناس وعقولهم.
ليس من السهل أن يكون الإنسان غريبًا بهذا المعنى، فذلك يتطلب صبرًا وثباتًا أمام التحديات والصعوبات، هؤلاء الغرباء هم من يرفضون الاستسلام لليأس والإحباط، ويصرون على إحداث التغيير الإيجابي، مؤمنين بأنهم يسيرون على درب الأنبياء والصالحين.
إن دعاءنا اليوم يجب أن يكون اللهم اجعلنا من عبادك الصالحين، واجعلنا من هؤلاء الغرباء الذين يصلحون إذا فسد الناس، فالعالم بأمس الحاجة إلى مثل هؤلاء الرجال والنساء الذين يحملون رسالة الإصلاح في قلوبهم وينشرونها بأفعالهم قبل أقوالهم.
إن الغرباء بهذا المفهوم يمثلون الأمل والتفاؤل في مستقبل أفضل، حيث تسود القيم النبيلة والأخلاق الحميدة. نسأل الله أن يرزقنا جميعًا القدرة على أن نكون من هؤلاء الغرباء، وأن نساهم في بناء مجتمع يسوده العدل والإحسان.
مساحة اعلانية