عبد الله النملي كاتب وباحث *** .العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي الله، وإنا على فراقك لمحزونون. رجال ترحل فتبكيهم أسرهم، ورجال ترحل فتبكيهم الأصدقاء، ورجال ترحل فتبكيهم مدينة بأكملها. هذا ما تنطق به قلوب كل من يعرفون الصديق والفنان المسرحي الآسفي الكبير، حميد بنوح،وهم يتلقون خبر وفاته المفاجئةفجر يوم الأحد 20 أكتوبر 2024 بمستشفى محمد الخامس بآسفي، عن عمر يناهز 57 سنة. وبعد صلاة الجنازة عليه بمسجد “السلام” بحي كاوكي، ووري جثمان الراحل الثرى بمقبرة “العريصة” بآسفي في جنازة مهيبة وحاشدة.
وقبل وفاته بساعات قليلة كتب الراحل على صفحته بالفايسبوك يعلنللرأي العام عن مولود جمعوي ومسرحي جديد بدار الثقافة كاوكي أطلق عليه اسم” مركز 7 أمواج للدراسات والبحوث والتكوين لمهن المسرح والسينما والصناعات الثقافية والإبداعية”،غير أن القضاء والقدر لم يمهله حتى يحقق مشروعه المسرحي الجديد، حيث ودعنا الراحل بالأحضان مبتسما فودعناه بالدموع، في وقت كان يتطلع إلى اكتمال مشروعه الإبداعي من خلال أعمال مسرحية أخرى لم تر النور.
وبعد الإعلان عن خبر الوفاة، تحولت مواقع التواصل الاجتماعي لساحة عزاء، حيث توالت كلمات الرثاء والعزاء على فقدان الراحل الكبير من قبل زملائه ومحبيه. وقد أعرب الثنائي الكوميدي المسفيوي سعيد ووديع عن حزنهما الشديد، ونشرا عبر حسابهما الخاص بمواقع التواصل الاجتماعي “إنستغرام” صورة الراحل مرفوقة برسالة جد مؤثرة جاء فيها “الله أكبر الله أكبر. إنا لله وإنا إليه راجعون، الله يرحمك يا أبانا وأستاذنا الغالي.. حميد بنوح أيقونة الفن والأخلاق في آسفي، أول من مد لنا يده وعلمنا مبادئ الفن المسرحي وكان المشجع الأول لنا دائما، منه استلهمنا حب وعشق الفن. با حميد الرجل الطيب والمتواضع المبتسم دائما والمحب للخير. وداعا أبا حميد عمرنا أنساوك ستظل في قلوبنا وخالدا في أذهاننا “.
كما نعت نقابة المسرحيين المغاربة وشغيلة السينما والتلفزيون الفنان حمبد بنوح عبر تعزية جاء فيها “الفنان المسرحي حميد بنوح إبن مدينة أسفي يغادر مسرح الحياة ويترك حي النوايل البائد بأسفي الجنوب مسقط رأسه في صمت، وبعد معاناة طويلة من الإقصاء و التهميش و العزلة، كان محبا للمسرح، ومحبا للمدينة المسرحية التي تخيلها و أراد الاحتفال بها في مسرحياته، و محبا لحاضرة المحيط مدينة أسفي فنيا وتراثيا، رحل حميد و في قلبه غصة كبيرة على هذه المدينة التي أقصيت من كل شيء، لم ينزل منزلته الحقيقية في الحياة، وهو الذي ترك بصمته المتواضعة كيفما كان أيام كانت له مسؤولية كمستشار، ولم يحظى بأي التفاتة إنسانية سواء محليا أو جهويا، عاش مع المسرح و المسرحيين سواء داخل الأقاليم أو على الصعيد الوطني، شارك في العديد من المهرجانات والتظاهرات الوطنية والجهوية وراكم العديد من التجارب المسرحية المهمة”.
وأضاف بيان التعزية “اليوم نستحضر إحدى أهم وأبرز هذه التجارب المسرحية وأعمقها “بير العيوط ” ومسرحية “ليلة الرفسة” تأليفا وإخراجا لأنه اشتغل في هذه الأعمال على التراث والوجدان و التربة و الوطن المغربي الأصيل، أشرف على العديد من المسرحيين الشباب تكوينا وتمثيلا، و بفضله يمارس العديد من المبدعين الشباب اليوم، كان له غيرة كبيرة على الطاقات الفنية لهذه المدينة المنسية آسفي، رحل حميد وسيرحل معه المسرح في جنوب أسفي حيث يتواجد و في كاوكي .. سيدي واصل… الزاوية ..مارس المسرح بقناعة وبحب وبشغف كبيرين في هوامش مدينة أسفي حيث يوجد هو وحيث كان مقتنعا بدور المسرح في التغيير والتنمية وإنقاد اليافعين والشباب من الضياع والتيه، لكن ظل يصارع ويواجه إكراهات الحياة وعدم توفر الإمكانيات المادية للاشتغال في أريحية وشغف، لم يترك شيئا وراءه الفقيد بل ترك المسرح في مكان ما وفي فضاء ما، وفي ركن وزاوية ما من زوايا وفضاءات المغرب المنسي “.
ومثل كثيرين غيري فجعت بنبأ وفاة صديقي الفنان المسرحي حميد بنوح، بعد رحلة طويلة من العطاء الفني والمسرحي دامت أكثر من أربعين سنة، تاركا وراءه ذخيرة فنية هامة ستخلد اسمه طويلا ضمن سجل الفنانين المسرحيين المغاربة وأحد رموز الفن المسرحي وأعمدته بآسفي. هذا الرجل له بصمته في مجال اشتغاله، شاءت الأقدار أن يعمل بصمت وأن ينتقل إلى بارئه بصمت كما يرحل الطيبون، في عمر مازال قادرا على العطاء، ولا يعرف عنه الناس الشيء الكثير، خاصة أنه عاش وأنجز وأبدع إلى أن وافته المنية. فالرجل تغمده الله برحمته، بسيط جدا ومتواضع، لا تفارقه البشاشة أبدا، أحب الناس وأحبه الناس، سيفتقده كل محبيه وعارفي مكانته وفضله، ما أن تجلس إليه إلا ويأسرك بثقافته الرفيعة وتواضعه وأدبه الجم وشعبيته الواسعة بين الناس.
ومن اللافت للنظر مدى الغموض الحاف بسيرة وشح المعلومات عنه، وكأن الرجل عاش قبل قرون وليس قبل أيام دانية من يومنا هذا. وتطغى الندرة على مصادر ترجمته أيضا، بحيث لا يوجد كتابات جامعة مانعة لسيرته ومجريات حياته وآثاره ومواقفه وأعماله المسرحية والفنيةوالزجلية، وكذا عدم الاهتبال بالرجل وآثاره في بحوث جامعية، فإن لم يتحقق ذلك إلى الآن فقد حان الوقت لذلك. ولا نعلم سبب هذا الازورار عن الرجل واطراح مجمل أعماله وفنه من دائرة الدراسة والتمحيص. وهذا في ذاته إهمال لأحد رجالات آسفي والمغرب. فهل يكفي البكاء والرثاء والكلام عن فنان مسرحي كبير غادرنا إلى الأبد؟.
في اعتقادي أن الوفاء أسمى من الرثاء، والوفاء يملي علي ككاتب وصديق للراحل، أن أفتح بعضا من سيرته الذاتية والإبداعية غير المعروفة عند الكثيرين. وأكتب هذا البورتريه بعدما تأملت مشهدنا المسرحي وواقع التهميش الذي يعيشه رموزه واعمدته، وأيقنت أن هذا الرجل أحد مؤسسيه ورواده وسدنته الأوفياء، وبعدما انتظرت طويلا أن تلتفت وزارة الثقافة خاصتنا إليه كمسرحي كبير، ككاتب ومؤلف ومخرج وكمناضل كبير، أكتب حينما رأيت وزارتنا تكرم المسرحيين المغاربة، مشكورة، ولسنوات طويلة لم يتكلم أحد عن هذا الحيف الذي يطال الرجل، لأن التكريم في جوهره ليس درعا ماديا ولا قيمة مالية، وإنما هو عرفان بالجميل واعتراف بالعطاء وإنزال للفنان منزلته التي يستحق. ولأنني على يقين بأن وزارة الثقافة والقائمون عليها لا يعرفون الرجل، وإن كان يتمتع ببطاقة فنان، ولم يطلعوا على تاريخه الفني وعلى أعماله الكبيرة التي بصمت المسرح المغربي لعقود من الزمن، فإنني أجد نفسي ملزما، بحكم الزمالة والصداقة، أن أذكر لعل الذكرى تنفع المؤمنين.
الفنان الراحل،أو شيخ المسرح بآسفي، قيد حياته، اجتمع فيه ما تفرق في غيره، لم يكن اسما عاديا كغيره من الأسماء المحفوظة في سجلات الحالة المدنية المغربية. المرحوم الأستاذ حميد بنوح، من مواليد مدينة آسفي سنة 1967 بحي “النوايل” الشهير جنوب آسفي.درس بمدرسة سيدي واصل الابتدائية، ثم بثانوية الهداية الإسلامية. دخل غمار الانتخابات الجماعية بآسفيفي تسعينات القرن الماضي بجماعة الزاوية سابقا وحقق عددا كبيرا من الأصوات في دائرته الانتخابية كاوكي والنواحي. ونظرا لتجربته المسرحية الرائدة وقدراته الثقافية والتواصلية ترأس كمستشار بجماعة الزاوية سابقا اللجنة الثقافية، حيث أشرف على عدة مهرجانات وملتقيات ثقافية حققت نجاحا كبيرا، وكانت سببا في شهرة الرجل بالمدينة وخارجها. واشتغل المرحوم موظفا بجماعة آسفي ملحقا بثانوية صلاح الدين الأيوبي إلى أن وافته المنية.
كان الراحل عضوا نشيطا في عدد من الجمعيات الفنية والمسرحية بآسفي، ممثلا ومؤلفا وسنوغرافا ومخرجا ومؤطرا، ومكتشفا للمواهب المسرحية، مثل جمعية “الوداد” المسرحي وجمعية “التواصل” وجمعية “سبع امواج” وفرقة جسور وغيرها. تتلمذ الراحل على يد الأستاذ محمد كربوش في العمل الجمعوي والمسرحي منذ سنة 1981.شارك في أكثر من 34 عمل مسرحي كممثل وكاتب ومخرج سواء في مسرح الشباب أو الهواة أو مسرح المحترفين. حقق بواسطة مسرحيتيه “بير لعيوط” و “سير ألبحر” أكثر من 80 جائزة وطنية ودولية. كما شارك أيضا في أكثر من مائة مهرجان وطني ودولي. كما كان عضوا بنقابة المسرحيين المغاربة وعضوا بمكتبها التنفيذي والإقليمي.
لم يمت الراحل، ولن يموت بالمرة، لأنه انتصر إلى حكمة البقاء للأثر، تاركا وراءه أعمالا فنية ومسرحية دالة عليه،حيث يعتبر أحد رجالات الساحة المسرحية بآسفي، الذين أسسوا للفعل المسرحي بالمغرب، وساهموا في إدخال التمثيل المسرحي إلى المدارس، وأقحموا التلاميذ في تجارب نادرة في أعمال مسرحية.حاز على العديد من الجوائز المحلية والوطنية،وتألق رفقة محترف فرقة “سبع امواج المسرحية” وحصد المزيد من الجوائز في الملتقيات الوطنية والدولية، عبر مسرحيته الشهيرة “بير لعيوط”، وهي من تأليف وإخراج المرحوم حميد بنوح. وتدور أحداث المسرحية التي جمعت بين الجد والهزل، حول الشيخة احويدة أو خربوشة الغياثية العبدية التي شكلت سيرتها ملحمة صمود أسطوري لامرأة متواضعة، تغنت بصوتها شعرا يندد بالاعتصار المخزني الضريبي لأهلها وقبيلتها، حيث شكلت أشعارها رافدا مهما من بسالة اولاد زيد في حربهم ضد القائد عيسى بن عمر، وإرثا هاما لفن العيطة بآسفي، حيث أبدع مؤلف ومخرج المسرحية في توظيف بعض المقاطع المغناة من فن العيطة التي تتخلل فصول المسرحية.
يذكر أن فرقة “سبع امواج المسرحية” في مسارها المسرحي، حصلت على أزيد من 15 جائزة وطنية بواسطة مسرحيتها “سير ألبحر حتى عام آخر”، كما حازت على 10 جوائز من خلال مسرحيتها ” ولكن “، كما حطمت أرقاما قياسية غير مسبوقة من خلال مسرحيتها الناجحة “بير لعيوط” بحصولها على 25 جائزة وطنية، في ملتقيات وطنية ودولية، لتصبح محصلة الفرقة منذ تأسيسها حوالي 50 جائزة في العديد من الملتقيات الوطنية والدولية.
يشار أن الفرقة المسرحية “سبع أمواج” شكل المرحوم حميد بنوح نواتها الأولى سنة 2004، حين اجتمع نخبة من تلاميذ الهداية الإسلامية بآسفي، وكونوا ناديا للمسرح تحت إشراف الأستاذ المرحوم حميد بنوح، حيث قدموا أعمالا مسرحية ناجحة بين صفوف التلاميذ والطلبة، ورغبة منهم في تطوير التجربة أسسوا ناديا للمسرح بدار الشباب سيدي واصل بآسفي، اختاروا له اسم “نادي عشاق الركح”، حيث شاركوا في مجموعة من المهرجانات المحلية والجهوية لمسرح الشباب، وحينما حصلت الفرقة على خبرة وتجربة مقدرة في الميدان المسرحي أسس الأستاذ بنوح جمعية “محترف 7 امواج ” التي قدمت أعمالا متميزة في مهرجانات وطنية ودولية، وعرضت أعمالا مسرحية لفائدة نزلاء المؤسسات الخيرية والسجنية، لتسجل اسمها بأحرف بارزة في كل الملتقيات الوطنية والدولية، وتحوز على كم كبير من الجوائز المختلفة في مسيرتها الإبداعية.
وكانت آخر أعمال الفنان بنوح مسرحيته الناجحة “ليلة الرفسة”، وهو عمل مشترك من تأليف وإخراج حميد بنوح وفكرة وموسيقى حسن بلا.المسرحية مستوحاة من أحداث الأزمة المالية جد الخانقة للمغرب. فبعد وفاة السلطان الحسن الأول سنة 1894، تولی ابنه المولى عبد العزيز العرش وهو طفل في الحادية عشرة سنة من عمره، الشيء الذي جعل الصدر الأعظم الوزير أبا احماد يغتنم الفرص ويعيث في الأرض فسادا وطغيانا. لم تستطيع القبائل الصبر على المذلة والفقر، فاختارت سبيل الثورة والتمرد. وما زاد الطين بلة هو نهج المخزن سياسة فرض الضرائب على المواطنين عله بذلك ينقذ خزينة البلاد المفلسة، الأمر الذي أشعل نيران “السيبة” في نفوس الرعية.
تدهور حال المواطنين، وبطش القياد أيما بطش، ففُرضت ضرائب قاسية، وسُلبت الأراضي وفُقرت القبائل، في حين أن أصحاب السلطة كانوا يعيشون في نعيم ورخاء. ذاع صيت القايد عيسى بن عمر، إذ كان هو الحاكم المطلق في المنطقة موسعا دائرة نفوذه بها، وبالتالي أصبح يضرب به المثل في القمع والاستبداد. ففي ظل هذه الفوضى العارمة، دعا باشا المدينة السيد حمزة بنهيمة زعماء أولاد زيد للاجتماع بالمخزن بالرباط قصد عقد الصلح بين المتقاتلين، وقد حضر الجميع. وبنية الصلح، طلب من قبيلة ولاد زياد الحضور متجردين من أسلحتهم، وهذا ما حدث بالفعل، فلم يكونوا عالمين بالنية المبيتة للقايد، وأنهم سيلقون حتفهم هناك ذلك اليوم. إلا أن القايد عيسى ورجاله نهجوا خطة الغدر، فسرعان ما أشهروا أسلحتهم وقتلوا أسياد القبيلة وأسفكوا دماء الرجال هناك. وحتى الفارين منهم، ماتوا بسبب التدافع القوي أمام أبواب المدينة المغلقة، وهو العام الذي عرف بعام الرفسة.
يقول الفنان حسن بلا صديق المرحوم بنوح “المسرحية هي رحلة كل الفارين من الدماء والدمار، والخراب والحروب إلى دنيا السلام والأخوة والمحبة بلا حدود. هي رحلة كل الهاربين من البأس والحزن، والكآبة والألم، إلى عالم الأضرحة والسادات والأولياء. إنها سفر من أرض الشرفاء والأولياء الى أرض الرسل والأنبياء. رحلة يكتشفون خلالها حضارات عديدة غبرت ورموزا كثيرة عبرت، وكتبا كثيرة أحرقت. إنها سفر إلى عالم الروحانيات، إلى أعماق ليالي الطقوس الروحية لبوهالة عبر ثنائية الحياة والموت، الحب والكراهية، الخير والشر، الروح والجسد. وفي رحلة البحث الطويلة هذه، يخوض الممثلون في خضم الوضع الراهن العربي بكل تجلياته الوطنية والإنسانية “.
إن ما يضاعف من الأسى على رحيل الأستاذ حميد بنوح، هو تزامن رحيله المفاجئ مع رحيل مجموعة أخرى من الهامات الفكرية والفنية بآسفي، وكأنهم يتسللون خلسة إلى قبورهم تباعا، منهم من ظفر بوداع يليق به، ومنهم من رحل في صمت.إن رحيل المبدع والمثقف والفنان المسرحي المسفيوي حميد بنوح، جعل من فراقه خسارة كبرى، لا يمكن أن تكون عابرة في مدينة آسفي التي هي في أشد الحاجة إلى أمثاله. صحيح أن مصيرنا جميعا الرحيل إلى دار الفناء، لكن رحيل كل واحد منا يختلف عن رحيل الآخرين. فإن كان إكرام الميت دفنه، فإكرام الفنان بنوح هو إخراج أعماله وتداولها بين الناس، وبث الحياة في جسده المعنوي الذي لا يموت أبدا. فتكريم المبدع لا يتوقف عند طقوس وداع موسمية، بل يتخطى ذلك إلى إحياء تراثه ونشره على نطاق واسع.
وإذا فاتنا وداع الراحل بما يليق وقامته ودوره وفضله على الفن والمسرح والمدينة، نرجو ألا يفوتنا أيضا الاحتفاء به من خلال تنظيم احتفالية تأبين كبرى للراحل تحضرها فعاليات المدينة ومحبي الراحل وأصدقاؤه، وكذا إعادة نشر مسرحياته وأعماله الفنية، وأقترح في هذا الصدد، تسمية دار الثقافة كاوكي باسمه، خاصة أن الراحل يقطن على بعد 100 متر من هذه الدار، كما أنه يمارس المسرح بنفس هذه الدار،تكريسا لثقافة الاعتراف بالعطاء.ورحم الله من عرف قدره وقدر الناس.
سلام عليك حاضرا وغائبا صديقي السي حميد بنوح، في جنات الخلد مع النبيئين والشهداء والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقا إن شاء الله.
ملحوظة: أتقدم بالشكر الجزيل لأصدقاء الراحل الذين زودوني ببعض المعطيات المفيدة،السادة الفنانين المسرحيين: حسن بلا وعبد الله الساندية وعبد الله فرحاني ورشيد ولد العبار.