بقلم عبد الهادي احميمو *** قد يتساءل البعض، ما فائدة في تنظيم مهرجان تلوى الآخر ؟! وما سبب الاهتمام بذلك و تظييع اموال مهمة؟! والحقيقة أنه سؤال مشروع من حقنا نعلم ماذا يدور حولنا وما سببه، والعائد منه.
الحقيقة أن كل تلك المهرجانات الفنية بصفة عامة تعتبر واحدة من أكثر الأدوات فعالية فى الترويج للسياحة بهذه المدينة المقهورة ، فهى تجذب جمهورا واسعا من مختلف الفئات العمرية و الخلفيات الثقافية، فالناس يسافرون و يأتون من مناطق بعيدة لحضور هذه المهرجانات ، مما يزيد من عدد الزوار إلى المدينة التى تقام فيها ذلك ، هذا بالإضافة إلى الترويج للثقافة المحلية والصناعة التقليدية وووو ، وهو ما يحدث من خلال العروض الفنية والموسيقية والمسرحية، فيمكن للمهرجانات تسليط الضوء على الثقافة المحلية والتقاليد الأسفية ، مما يثير الإهتمام بالزوار بثقافة المدينة المضيفة، وبالتالى يحفز سكانها على على الإشتغال واستكشاف المزيد من التقاليد المحلية.
ليس هذا فحسب، فالذين يأتون لحضور المهرجانات ينفقون المال على الإقامة، والطعام، والهدايا، والنقل، مما يعزز الاقتصاد المحلى ويدعم الأعمال الصغيرة والمتوسطة. والمهرجانات الفنية غالبا ما تحظى بتغطية إعلامية واسعة من وسائل الإعلام المحلية والوطنية ، وهذه التغطية تساهم فى الترويج للوجهة السياحية بمدينتنا وزيادة الوعى بها على نطاق واسع ، والحقيقة أن استضافة مثل هاته المهرجانات فنية تضم فنانين وعروضا من مختلف أنحاء المغرب مع تهميش الفنان المحلي الذي هو الاحق بذلك ويعزز العلاقات الوطنية وحتى الدولية ولما لا ، ويشجع التبادل الثقافى، وهذا بدوره يمكن أن يؤدى إلى تعزيز الروابط السياحية بين المدن المغربية .. كل هذه الأهداف هى أهداف عامة بمعنى أن أى مدينة تسعى لتحقيقها، من خلال المهرجانات الفنية، فكيف يمكن تطبيقها إذن على مهرجان البحر بصفة خاصة؟
الحقيقة إننا إذا طبقنا هذه الرؤى على مهرجان البحر، سنجد أننا استفدنا منه بالفعل، فمهرجان البحر نجح في دورته الأولى على تسليط الضوء وجذب الانتباه لمدينة أسفي سياحيا واستثماريا، حيث يمتد تأثير هذا المهرجان ليشمل الجوانب السياحية والاستثمارية، فيسهم فى تعزيز مكانة المدينة كمركز جذب سياحى واستثمارى واعد في مجال الصيد البحري ، المهرجان قدم مجموعة من الفعاليات، مثل العروض الفنية والموسيقية والندوات، والمعارض الثقافية، وورش العمل، والأنشطة الترفيهية، مما جعله حدثا شاملا يجذب الزوار من مختلف الفئات العمرية والاهتمامات.
1 – جذب السياح المحليين من خارج المدينة والدوليين
ليساهم مهرجان البحر فى جذب السياح من داخل المغرب وخارجها عبر إعلانات وبلاغات واشهار ان قبل أيام من إنطلاق المهرجان، من خلال الأنشطة المتنوعة والفعاليات المتميزة، التى تشكل بدورها نقطة جذب كبيرة للزوار الذين يبحثون عن تجربة ثقافية وفنية مميزة.
2 – الترويج لمدينة أسفي الجديدة
من خلال التغطية الإعلامية الواسعة، فقد أصبح المهرجان وسيلة فعالة للترويج لمدينة أسفي الجديدة كوجهة سياحية متكاملة، كما يعرض المهرجان الجوانب الجمالية والتراثية للمدينة، مما يزيد من وعى الجمهور بأهميتها السياحية.
3 – تشجيع السياحة الداخلية من خلال المهرجان
إن المهرجان بدوره يشجع الأسفيين والمغاربة على استكشاف أماكن جديدة داخل حاضرة المحيط، مما يعزز السياحة الداخلية ويزيد من الوعى بجمال وتنوع الوجهات السياحية فى بأسفي.
4 – التأثير الاستثمارى للمهرجان
يمكن ان بنجح المهرجان فى جذب المستثمرين، فلا شك أن مهرجان البحر يمثل فرصة للمستثمرين بالميناء للتعرف على إمكانيات المدينة وفرص الاستثمار المتاحة لهم ، كما أن العروض الترويجية والمعارض، التى تقام خلال المهرجان، تسلط الضوء على المشاريع الاستثمارية والبنية التحتية المتطورة فى المدينة.
5 – تنمية البنية التحتية بالمدينة
يتطلب تنظيم مهرجان بحجم مهرجان البحر تطويرا كبيرا للبنية التحتية، تشمل هذه التطورات تحسين الطرق، وتطوير المرافق العامة ، مما يسهم فى تعزيز جاذبية المدينة للاستثمارات المستقبلية.
6 – خلق فرص عمل
من خلال جذب الاستثمارات وتطوير البنية التحتية، يساهم المهرجان فى خلق فرص عمل جديدة للسكان المحليين، مما يعزز التنمية الاقتصادية والاجتماعية فى المنطقة، وبالتالى نستطيع القول إننا بالفعل استفدنا كثيرا من مهرجان البحر الذى يعتبره خبراء التسويق أحد أبرز وأنجح الوسائل فى التسويق لهذه المدينة فى وقت وجيز جدا، لتصبح مدينة اسفي مدينة سياحية بامتياز ، تستحق الزيارة من جهة والفخر بها من جهة أخرى.
